السلام عليكم سؤالي كالتالي __ تعرفت على شاب وذات يوم التقينا و تجاوزنا حدود الله فحدث بيننا كل شىء ما عدا الايلاج فهل يعتبر هذا السلوك الحيواني زنى من فضلكم اجيبوني فانا على حافة الجنون مع العلم اني فتاة متمسكة لكني وقعت في هذه المعصية شكرا انتضر جوابكم بفارغ الصبر
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
هذا نوع زنا، وهو فعل محرم ومجرم، وقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : “الْعَيْنَانِ تَزْنِيَانِ وَالْيَدَانِ تَزْنِيَانِ وَالرِّجْلانِ تَزْنِيَانِ وَالْفَرْجُ يَزْنِي.” رواه أحمد. ولكنه ليس الزنا بعينه الذي يقام عليه الحد، والذي ينصرف إليه الذهن عند سماع اللفظ مجردًا، ففي الصحيحين عن أبي هريرةَ – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنْ الزِّنَا أَدْرَكَ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ، فَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ الْمَنْطِقُ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَيُكَذِّبُهُ” وقوله “والفرج يصدق…” يبين أن تسمية النظر بزنا العين إنما هي لما يؤدي إليه النظر من الزنا.
أختي، بادري إلى التوبة، ولا تقنطي من رحمة الله، فهو القائل: “قُلْ يَاعِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ الَّلهِ إِنَّ الَّلهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعا ً إِنَّه ُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ” (الزُّمَر: 53)
ولكي تكوني صادقة في توبتك، فيجب أن تراجعي أسباب وقوعك في المعصية لتحفظي نفسك من السقوط مرة أخرى، فإن الأمر في أكثر الأحوال ليس يقف عند ضعف إنساني عابر، بل هناك غالبا مقدمات من التساهل في أمر الحجاب وآدابه، وكذلك مخالطة الرجال…الخ
عليك أيضًا بالسعي في طريق الله والقرب منه حتى لا يتجرأ عليك الشيطان ثانية فيدعوك إلى مثل ما دعاك إليه، وحتى تكون لك وقاية من الإيمان واليقين. اشغلي نفسك بالحق من تعلم
العلم النافع وعمل الخيرات وعليك بشهود حلقات العلم ومخالطة الصالحات دون غيرهن ليكن لك عونًا في الطريق.
نسأل الله أن يتوب عليك وعلى سائر المسلمين
والله تعالى أعلم